٢٧١ - وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:" إِذا تشهد أحدكُم فليستعذ بِاللَّه من أَربع، يَقُول: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب جَهَنَّم، وَمن عَذَاب الْقَبْر، وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات، وَمن [شَرّ] فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال " مُتَّفق عَلَيْهِ، وَاللَّفْظ لمُسلم. وَفِي لفظ لَهُ:" إِذا فرغ أحدكُم من التَّشَهُّد الآخر فليتعوذ بِاللَّه من أَربع ".
ثم ذكر هذا الدعاء الذي هو الدعاء بأربع وكان هذا قال في التشهد الآخر يعني التشهد الأول لا يطول مثل الآخر وإنما الذي يطول هو الآخر لأن فيه تشهد وصلاة ودعاء والتشهد الأول يجوز أن يؤتى بالصلاة عليه ويجوز أن يدعى له لكن الأصل أنه يخفف وأما الأخير فإنه يطول ويأتي الإنسان بما شاء من الدعاء وما أعجبه من الدعاء وقد جاء في الحديث السابق دعاء أبي بكر رضي الله عنه الذي علمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكذلك هذا الدعاء الذي علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو التعوذ بالله من أربع اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، وفتنة المحيا والممات يعني عذاب وفتنة القبر ففتنة القبر هي السؤال والامتحان والاختبار يسأل عن ربه ودينه ونبيه وعذاب القبر هو العذاب الذي يأتي من النار للإنسان في قبره إذا كان من أهل العذاب كما جاء في الحديث أنه إذا كان موفقا وأجاب بالجواب السديد يفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها ونعيمها وإذا كان بخلاف ذلك يفتح له باب إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها، وفتنة المحيا يعني ما يحصل فيه من الفتن وما يحصل فيه من البلاء الذي يصيب الإنسان، وفتنة الممات يعني السؤال في القبر وكذلك التوبيخ في الدخول في النار كما قال الله عز وجل:(كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير) فهذه من الفتنة التي تكون في الآخرة وتكون في عذاب النار أنه يمتحن ويقال لهم إذا ألقوا فيها قال ألم يأتكم نذير فيكون فيه فتنة في النار وفتنة في القبر وفتنة في الحياة الدنيا وفتنة المسيح الدجال التي جاءت الأحاديث الكثيرة المتواترة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيها وبيان أخبار الدجال وهي أحاديث متواترة.