٢٧ - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:" لَوْلَا أَن أشق عَلَى أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل صَلَاة " مُتَّفق عَلَيْهِ.
ثم ذكر هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» وذلك أن الإنسان إذا استاك قبل أن يدخل إلى الصلاة فإنه يكون فمه طيبا وهو يناجي الله عز وجل في صلاته يعني فمه فيه رائحة طيبة فهو يناجي الله عز وجل في صلاته وفمه فيه الرائحة الطيبة التي تنبعث منه بسبب السواك وهذا الحديث يدل على أن ما جاء عن الفقهاء في أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- جاء عنه استحباب السواك وجاء في أحاديث كثيرة تدل على استحبابه وإنما الشيء الذي تركه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر إيجاب يعني أن يأمرهم أمر إيجاب «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» يعني أمر إيجاب وإلا فإنه قد أمرهم أمر استحباب وجاء في الأحاديث الكثيرة التي تدل على استحباب السواك ومنها الحديث الأول الذي قال فيه -صلى الله عليه وسلم-: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» فالأحاديث كثيرة التي تدل على استحبابه والذي امتنع
منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يحصل منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يأمرهم به كونه يأمرهم بأمر إيجاب وهذا هو الذي يستدل به بعض الفقهاء على أن هناك الأمر منه ما هو أمر إيجاب ومنه ما هو أمر استحباب وأن أمر الإيجاب يتعين الإتيان به ويثاب فاعله ويعاقب تاركه وأمر الاستحباب فإنه يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه ولهذا النسائي رحمه الله أورد هذا الحديث تحت ترجمة قوله: باب الاستياك في العشي للصائم يعني كون الإنسان يستاك في آخر النهار لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:«عند كل صلاة» ومن الصلوات صلاة العصر التي هي في العشي فهو يدل على استحباب السواك للصائم ولو كان في آخر النهار، وقال بعض العلماء لا يستاك في آخر النهار لأنه يذهب الخلوف فهذا الحديث يدل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أرشدهم إلى أنه في جميع الصلوات لأن قوله:«عند كل صلاة» ومنها صلاة العصر التي هي في العشي.