ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه بيان فضل صلاة الجماعة، ولا سيما إذا كان بيته بعيدًا، فإنه يأتي على رجليه، وبكل خطوة يخطوها إلى الصلاة يرفع له درجة ويحط عنها خطيئة، «أبعدهم ممشى فأبعدهم» هذا يدلنا على تفاوت الناس في صلاة الجماعة، وأنهم لا يتساوون، وأن من كان جاء مبكرًا وجلس في المسجد هو في صلاة ما انتظر الصلاة، ومن جاء من مكان بعيد يمشي على رجليه فإن كل خطوة يخطوها ترفع له بها درجة، وتحط عنه بها خطيئة، فإذًا الناس مع صلاة الجماعة ومع مجيئهم رجالًا للجماعة، فهم متفاوتون في الأجر والثواب بتبكيرهم ومكثهم في المساجد، وكذلك بكثرة الخطى بكون مساكنهم بعيدة، ولهذا قال:«أبعدهم ممشى»،
هذا يدلنا على فضل صلاة الجماعة، وأن كل ما كان الإنسان أبعد، فإنه يكون أجره أعظم، لأن كل خطوة يخطوها ترفع له درجة، وتحط بها عنه خطيئة.
القارئ: أحسن الله إليكم، هل ترفع الدرجات في حال الخروج من المسجد إلى البيت مشيًا؟
فضيلة الشيخ: لا شك أن التعب على قدر النصب، ولكن حتى الإنسان إذا ذهب بالسيارة، ولا سيما إذا كان المسجد بعيدًا، فإنه على أجر ويحصل أجرًا، وكل ما طالت المسافة سواء بالسيارة أو على الأقدام.