للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩١ - وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: " خير صُفُوف الرِّجَال أَولهَا، وشرها آخرهَا. وَخير صُفُوف النِّسَاء آخرهَا وشرها أَولهَا " رَوَاهُ مُسلم.

ثم ذكر هذا الحديث في أفضلية صفوف الرجال والنساء، أما صفوف الرجال والنساء فهي على الإطلاق، لأن خيرها أولها وشرها آخرها، لأن أولها فيه تقدم للصلاة، وفيه القرب من الإمام، وسماع لقراءته وسماع تذكيره وبيانه إذا حدّث الناس أو نصحهم أو ذكّرهم، فإن من يكون قريبًا من الإمام يحصل له هذه الفضائل، ويحصل له هذه المنافع، وأما آخر الصفوف، إنما يكون فيه الذين جاؤوا متأخرين، ومعنى ذلك أن المتقدمين كما قال: «خير الصفوف الرجال أولها وشرها آخرها» يعني معناه هذه أعظم أجرًا، وأعظم ثوابًا، وهذه أقل ثوابًا، ثم إذا كان معهم نساء، فإن قرب آخر صفوف الرجال ويليه أول صفوف النساء يكون بينهم شيء من التقارب، وقد تحصل فتنة بين الرجال والنساء بسبب ذلك، وأما إذا النساء صلين وحدهن، فإنه لا يقال "إن خير صفوفهن آخرها"، بل خيرها أولها، يعني إذا كانت النساء يصلين وحدهن، وإنما تكون إذا كن مع الرجال فآخرها هو الأفضل، لأنه فيه الإبتعاد عن الرجال وعن رؤية الرجال والإفتتان بالرجال، فإذا كن النساء وحدهن ويصلين وحدهن وليس وراء إمام من الرجال، فإن هن يكن مثل الرجال صفوفهن الأول هي الخير وهي الأفضل.

<<  <   >  >>