للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤١ - وَعَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده: " أَن رجلا أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: يَا رَسُول الله كَيفَ الطّهُور؟ فَدَعَا بِمَاء فِي إِنَاء فَغسل كفيه ثَلَاثًا، ثمَّ غسل وَجهه ثَلَاثًا، ثمَّ غسل ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، ثمَّ مسح بِرَأْسِهِ، وَأدْخل أصبعيه السباحتين فِي أُذُنَيْهِ، وَمسح بإبهاميه ظَاهر أُذُنَيْهِ، وبالسباحتين بَاطِن أُذُنَيْهِ، ثمَّ غسل رجلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ: هَكَذَا الْوضُوء، فَمن زَاد عَلَى هَذَا أَو نقص فقد أَسَاءَ وظلم - أَو ظلم وأساء ". رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَهَذَا لَفظه، وَابْن مَاجَه وَالنَّسَائِيّ، (وَصَححهُ ابْن خُزَيْمَة، وَإِسْنَاده ثَابت إِلَى عَمْرو، فَمن احْتج بنسخته عَن أَبِيه عَن جده فَهُوَ عِنْده صَحِيح) وَفِي رِوَايَة أَحْمد وَالنَّسَائِيّ: " فَأرَاهُ الْوضُوء ثَلَاثًا ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ هَذَا الْوضُوء فَمن زَاد عَلَى هَذَا فقد أَسَاءَ وتعدى وظلم "، وَلَيْسَ فِي رِوَايَة أحد مِنْهُم: " أَو نقص " غير أبي دَاوُد. وَقد تكلم فِيهِ مُسلم وَغَيره، وَالله أعلم.

ثم ذكر هذا الحديث من أحاديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده والمقصود جده عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما هو الصحابي صحابي الحديث وفيه أن رجلا جاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- وسأله كيفية الوضوء فدعا بماء وتوضأ وغسل كفيه ثلاثا هذا قبل الوضوء وهنا ما ذكر المضمضة والاستنشاق وقد جاءت في الأحاديث السابقة ذكر المضمضة والاستنشاق، فغسل يديه ثلاثا هذا الغسل المستحب الذي يكون قبل الوضوء ليدخلهما وهما نظيفتان ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل ذراعيه ثلاثا كما تقدم ثم مسح برأسه يعني مرة واحدة ومسح الأذنين كما يمسح الرأس لأن الأذنين حكمهما حكم الرأس فيمسحان وليس حكمهما حكم الوجه فيغسلان مسح على أذنيه يعني جعل السبابة داخل الأذن وجعل الإبهام خلف الأذن ومسح بهما و حكمهما المسح وليس حكمهما الغسل وقد جاء كما سيأتي موقوف على بعض الصحابة قال الأذنين من الرأس يعني في المسح فيمسحان وليس من الوجه فيغسلان وبين كيفية مسح الأذنين وأن السبابة تكون في صماخ أذنيه وأدار إبهامه على ظاهر الأذنين، قوله من زاد على ذلك أو نقص فقد أساء وظلم يعني مسألة الزيادة لا يزيد لا تجوز الزيادة وأن إسباغ الوضوء ينتهي عند الثلاث وما زاد على الثلاث فهذا غير سائغ وجائز وأما قوله نقص فهذه رواية غير صحيحة ذكر النقص غير صحيح لأنه يدل على ذم المرتين والمرة الواحدة ومعلوم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك مرتين ومرة واحدة ولكن هذا يدل على أن هذه الرواية شاذة وأنها غير صحيحة لا تعتبر لأن مفهومها أن ما دون الثلاث مذموم وقد فعل ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما مر أنه غسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين وكما سيأتي بعد ذلك أنه توضأ مرة مرة وتوضأ مرتين مرتين فعلى هذا فيكون قوله المحفوظ ما زاد على الثلاث وأما هذه غير محفوظة التي هي النقص وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إذا كان مستقيما إلى عمرو فإنه يكون من قبيل الحسن لأن كلا من عمرو

بن شعيب وأبوه شعيب بن محمد كل منهما صدوق فحديثه من قبيل الحسن ثم إن العلماء اختلفوا في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فمنهم من يقول أن جده المقصود به

عبدالله بن عمرو وعلى هذا يكون متصلا لأن شعيبا روى عن جده لأنه ما روى عن أبيه محمد وإنما روى عن جده يعني معناه أنه جد شعيب يعني شعيب روى عن جده وليس المقصود به أن الضمير يرجع إلى عمرو وإنما يرجع إلى شعيب فالرواية متصلة لأنه تابعي روى عن صحابي وليس المقصود من ذلك أنه جده محمد فيكون مرسل لأن محمد ليس صحابي.

<<  <   >  >>