ثم ذكر هذا الحديث عن لقيط بن صبرة رضي الله عنه أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الوضوء فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبره في هذا الحديث الذي أورده فيما يتعلق بالاستنشاق وكذلك في التخليل بين الأصابع وكذلك قال إسباغ الوضوء وإسباغ الوضوء يحتمل أن يكون المقصود به الإسباغ الذي هو الفرض الذي لابد منه وهو أن يغسل غسلة واحدة مستوعبة أو أن يكون المستحب الذي ينتهي إلى ثلاث غسلات هذا المستحب، والتخليل بين الأصابع يعني إذا كان تحقق أن الماء وصل إليها وأنه جرى بينها فإن ذلك يكفي وإذا كان حصل منه أن أدخل الأصابع في يديه وشبك بينهما وغسل فإن هذا يكون فيه مبالغة وفيه إسباغ أما إذا كان غلب على ظنه أن الماء استوعب ودخل بين الأصابع فإنه لا يحتاج إلى تخليل وأما الاستنشاق فإنه يبالغ فيه «إلا أن تكون صائما» يعني معنى ذلك أنه يستنشق بقوة إلا أن يكون صائما خشية أن يصل الماء إلى حلقه فيؤثر ذلك في صيامه قال وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما، وهذا الحديث من أدلة سد الذرائع وهو أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهاه أن يبالغ لأن المبالغة ذريعة ووسيلة إلى أنه يؤثر على صيامه بحيث يخرج الماء من أنفه إلى حلقه فيذهب إلى جوفه.