للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠ - وَعَن سِنَان بن ربيعَة عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي أُمَامَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: " الأذنان من الرَّأْس، وَكَانَ يمسح رَأسه مرّة وَيمْسَح المأقين " رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَسنَان: رَوَى لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا مَقْرُونا بِغَيْرِهِ، (وَقَالَ النَّسَائِيّ: (لَيْسَ بِالْقَوِيّ)، وَشهر: وثّقه أَحْمد، وَابْن معِين وَغَيرهمَا، وَتكلم فِيهِ غير وَاحِد من الْأَئِمَّة، وَرَوَاهُ مُسلم مَقْرُونا بِغَيْرِهِ. وَالصَّوَاب أَن قَوْله: " الأذنان من الرَّأْس " مَوْقُوف عَلَى أبي أُمَامَة، كَذَلِك رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَقَالَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَالله أعلم).

ثم ذكر هذا الحديث الذي هو قوله -صلى الله عليه وسلم-: «الأذنان من الرأس» يعني أنهما يمسحان يعني المقصود بقوله الأذنان من الرأس أنهما يمسحان فلا يغسلان لأن الرأس حكمه المسح وليس الغسل والوجه هو الذي حكمه الغسل وليس المسح فإذًا قوله الأذنان من الرأس يعني فيمسحان ولا يغسلان هذا هو المقصود بكونها من الرأس أو التعبير بقوله أنها من الرأس يعني أن فرضهما المسح وليس فرضهما الغسل وقد مر في بعض الأحاديث أنه

مسح برأسه وأنه كذلك مسح بأذنيه فجعل إصبعه السباحة في داخل الأذن وأدار الإبهام على ظاهرها وهذا الحديث أورده عند ابن ماجه وفيه زيادة: «ومسح رأسه ومسح المأقين» لكن الأذنان من الرأس جاء من طرق متعددة غير هذا الحديث فهو صحيح وثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكن هذه الرواية التي أوردها وعزاها إلى ابن ماجه فيها اثنان وهما سنان بن ربيعة وشهر بن حوشب وفيهما كلام لكن هما شاهدان هو شاهد للأحاديث الأخرى الصحيحة التي فيها الأذنان من الرأس لكن فيما يتعلق في المأقين جاء في هذا الحديث والمأق هو طرف العين من جهة الأنف ومن المعلوم أن الوجه كله ومنه العين وكل ما يتعلق بالعين حكمه الغسل وليس حكمه المسح فعلى هذا فإن ما يتعلق بالمأقين فإنه لا يعتبر ثابتا لأنه إنما جاء من طريق هذين الرجلين الذين فيهما كلام وهما سنان بن ربيعة وشهر بن حوشب وأما ما يتعلق بالأذنان من الرأس فإنه شاهد للأحاديث الأخرى التي جاءت عن جماعة من الصحابة غير أبي أمامة رضي الله عنهم وفيها ثبوت أن الأذنين من الرأس فيمسحان ولا يغسلان وقد جاء في بعض الأحاديث ما يدل أو ما يشعر بأن الأذنين تابعة للوجه وذلك في الحديث الذي يقول: «سجد وجهي لله الذي خلقه وشق سمعه وبصره» لأن البصر لاشك هو من الوجه ولكن السمع هو ليس من الوجه وإنما هو من الرأس لكنه أضيف إلى الوجه لقربه منه وإلا فإن ما جاء في الحديث الصحيح الأذنان من الرأس وأنهما يمسحان يعني هذا هو الأصل فالأذنان حكمهما المسح وليس حكمهما الغسل.

<<  <   >  >>