٥٣ - وَرَوَى أَيْضا من حَدِيث نُعَيْم:" أَنه رَأَى أَبَا هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يتَوَضَّأ فَغسل وَجهه وَيَديه حَتَّى كَاد يبلغ الْمَنْكِبَيْنِ ثمَّ غسل رجلَيْهِ حَتَّى رفع إِلَى السَّاقَيْن، ثمَّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: إِن أمتِي يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة غُرّاً محجلين من أثر الْوضُوء فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يُطِيل غرته فَلْيفْعَل ".
يعني هذا الفعل من أبي هريرة رضي الله عنه وكونه يكاد يصل إلى الإبطين وكذلك يتقدم في الساق عندما يغسل الرجلين يعني هذا من اجتهاده وأنه لما قال يأتون غرا محجلين وهو يريد أن يكون التحجيل زايد وأن يكون أكثر من الشيء الذي هو الإشراع في العضد والإشراع في الساق وهذا من اجتهاده رضي الله عنه وقد ذكر العلماء قوله من استطاع أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل أن هذا من كلام أبي هريرة رضي الله عنه فهو يرشد وهو يفعل هذا بنفسه ويرشد غيره إلى ذلك لكن الأولى كما ذكره العلماء هو الاقتصار على ما جاءت به السنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما رواه أبو هريرة ورواه غيره من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم ما كانوا يتجاوزون هذا الحد المفروض الذي هو متعين ولازم.