٦٠ - وَعَن عَمْرو بن عبسة قَالَ: قلت يَا نَبِي الله حَدثنِي عَن الْوضُوء؟ قَالَ:" مَا مِنْكُم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إِلَّا خرت خَطَايَا وَجهه وَفِيه وخياشيمه، ثمَّ إِذا غسل وَجهه كَمَا أمره الله إِلَّا خرت خَطَايَا وَجهه من أَطْرَاف لحيته مَعَ المَاء، ثمَّ يغسل يَدَيْهِ إِلَى الْمرْفقين إِلَّا خرت خَطَايَا يَدَيْهِ من أنامله مَعَ المَاء، ثمَّ يمسح رَأسه إِلَّا خرت خَطَايَا رَأسه من أَطْرَاف شعره مَعَ المَاء ثمَّ يغسل قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ إِلَّا خرت خَطَايَا رجلَيْهِ من أنامله مَعَ المَاء فَإِن هُوَ قَامَ فَصَلى فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ومجده بِالَّذِي هُوَ لَهُ أهل وفرّغ قلبه لله عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا انْصَرف من خطيئته كَهَيْئَته يَوْم وَلدته أمه " رَوَاهُ مُسلم هَكَذَا، وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه، وَفِيه " كَمَا أمره الله تَعَالَى " بعد غسل الرجلَيْن.
ثم ذكر هذا الحديث عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- قال حدثني عن الوضوء فبين -صلى الله عليه وسلم- الوضوء من أوله إلى آخره وأنه عندما يأتي بغسل أي شيء من أعضاء الوضوء فإن الذنوب والخطايا فإنها تخرج مع آخر قطر الماء يعني سواء في المضمضة والاستنشاق وكذلك في غسل الوجه وغسل اليدين وفي مسح الرأس وفي غسل الرجلين كل ذلك تخرج خطايا التي حصلت والمقصود من ذلك الخطايا التي هي الصغائر وأما الكبائر فإنها لا تكفرها الأعمال الصالحة وإنما الأعمال صالحة تكفر الصغائر وأما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة منها والندم على ما حصل وأما كونه يتوضأ وهو مصر على الكبائر فإن الكبائر باقية عليه وعقوبتها هو تحت مشيئة الله عز وجل إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه لكن التي تكفرها الصغائر الأعمال الصالحة وليس كل ذنب كبير يكفره يعني كون الإنسان يتوضأ وإنما ذلك خاص في الصغائر التي تكفرها الأعمال الصالحة ولهذا يقول الله عز وجل:(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) فإذًا الكبائر لابد فيه من اجتنابها ولا تكفرها الأعمال الصالحة وإنما الأعمال صالحة تكفر الصغائر فقط، فإذا فعل هذا الفعل وخرج وحصلت خطاياه ثم بعد ذلك إن قام وصلى فإنه يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وهذا كما عرفنا يخرج من ذنوبه الصغار وأما الكبار فإنه لا يكفرها إلا التوبة منها.