٥٨ - وَعَن عبد الله بن زيد:" أَنه رَأَى رَسُول الله يتَوَضَّأ فَأخذ لأذنيه مَاء خلاف المَاء الَّذِي أَخذ لرأسه " رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة الْهَيْثَم بن خَارِجَة عَن ابْن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن حبَان بن وَاسع الْأنْصَارِيّ، عَن أَبِيه، عَن عبد الله بن زيد، قَالَ:(هَذَا إِسْنَاد صَحِيح).
٥٩ - وَرَوَاهُ مُسلم عَن غير وَاحِد عَن وهب، وَلَفظه:" أَنه رَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَوَضَّأ " فَذكر وضوءه، قَالَ:" وَمسح بِرَأْسِهِ بِمَاء غير فضل يَده " وَلم يذكر الْأُذُنَيْنِ (قَالَ الْبَيْهَقِيّ. (هَذَا أصح من الَّذِي قبله)).
ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخذ ماء لأذنيه غير الذي لرأسه وهذا الحديث شاذ يعني غير ثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما الثابت الذي أشار إليه وهو أنه أخذ لرأسه ماء غير فضل يديه يعني معنى ذلك أنه إذا أراد أن يمسح الرأس فإنه لا يكفي أن يمسحه ببقايا الماء الذي كان عند غسل اليدين إلى المرفقين وإنما يأخذ ماء جديدا ولهذا قال أخذ بماء غير فضل يديه يعني الذي حصل بغسل اليدين فهذا هو الثابت والمحفوظ وأما كونه أخذ لأذنيه ماء غير رأسه فهذا شاذ
والمعتبر هو ما ذكره في الحديث الآخر الذي فيه أنه أخذ لرأسه ماء غير فضل يديه يعني الذي هو غسل يديه وإنما هو ماء جديد فهذا هو الذي فيه تجديد الماء لمسح الرأس وأما الأذنان فهما من الرأس يمكن أن يمسح الرأس ويمسحهما بالماء الذي مسح فيه الرأس لأن كله بلل في اليد يعني يأتي على المكان الممسوح لأنه ليس غسل وإنما هو مسح إذًا المحفوظ هو كونه أخذ لرأسه ماء وهذا هو الذي ثابت ومحفوظ وأما ذكر الأذنين وأنه يأخذ لهما ماء جديدا فإن هذا شاذ وإنما يكفي أن يأخذ ماء لرأسه ويمسح برأسه ومن ذلك أنه يمسح أذنيه.