٧٥ - وَفِي رِوَايَة عِنْد الْبَيْهَقِيّ:" لقد رَأَيْت أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يوقظون للصَّلَاة حَتَّى إِنِّي لأسْمع لأَحَدهم غطيطاً ثمَّ يقومُونَ فيصلون وَلَا يتوضوؤن ". قَالَ ابْن الْمُبَارك: هَذَا عندنَا وهم جُلُوس. وَقد رَوَى فِي الحَدِيث زِيَادَة تمنع مَا قَالَه ابْن الْمُبَارك، إِن ثبتَتْ، رَوَاهَا يَحْيَى الْقطَّان عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ:" كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ينتظرون الصَّلَاة فيضعون جنُوبهم فَمنهمْ من ينَام ثمَّ يقوم إِلَى الصَّلَاة " قَالَ قَاسم بن أصبغ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار حَدثنَا يَحْيَى بن سعيد الْقطَّان حَدثنَا شُعْبَة - فَذكره. قَالَ ابْن الْقطَّان:(وَهُوَ كَمَا ترَى صَحِيح من رِوَايَة إِمَام عَن شُعْبَة) فاعلمه. وَقد سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل رَحِمَهُ اللَّهُ عَن حَدِيث أنس أَنهم كَانُوا يضطجعون؟ قَالَ:(مَا قَالَ هَذَا شُعْبَة قطّ. وَقَالَ: حَدِيث شُعْبَة: كَانُوا ينامون، وَلَيْسَ فِيهِ يضطجعون. وَقَالَ هِشَام: كَانُوا ينعسون) وَقد اخْتلفُوا فِي حَدِيث أنس وَقد رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي من رِوَايَة سعيد عَن قَتَادَة، وَلَفظه:" يضعون جنُوبهم فينامون، مِنْهُم من يتَوَضَّأ وَمِنْهُم من لَا يتَوَضَّأ ".
ثم ذكر هذا الحديث أو هذي الطريق الذي فيها أنهم كانوا يضطجعون وأنهم كانوا ينامون وأن هذه اختلف في ثبوتها وإنما الشيء الذي لاشك فيه هو النوم عن جلوس وأما النوم عن اضطجاع فهذا مختلف فيه من الناس من صححه ومنهم من ضعفه ولكن لاشك أن الاحتياط في الدين هو أن الإنسان إذا حصل منه نوم وهو مضطجع أنه يتوضأ لأن الجالس يعني يخفق ويذهب عنه النوم والنعاس وأما المضطجع فإنه إذا حصل منه النوم فإنه يتمادى في نومه ويستمر في نومه.