٩١ - وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت:" كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يذكر الله عَلَى كل أحيانه " رَوَاهُ مُسلم.
ثم ذكر هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها:«أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يذكر الله على كل أحيانه» ومعلوم أن هذا في الحدث الأصغر كما عرفنا وإلا فإن الإنسان إذا كان على جنابة لا يقرأ القرآن إلا وقد اغتسل أو تيمم إذا كان الماء غير موجود وذلك لأن الجنابة التخلص منها بيد الإنسان يستطيع أنه يغتسل يستطيع أنه يتيمم إذا كان الماء غير موجود ويقرأ القرآن لكن ذِكر الله عز وجل الذي هو ليس قراءة قرآن فإنه سائغ في جميع أحواله
سواء على جنابة أو غير جنابة وإنما إذا كان جنبا يمنع من قراءة القرآن من حفظه يعني وهو على جنابة لأن عليه أن يغتسل ثم يقرأ من حفظه وعلى هذا فإن قوله:«يذكر الله على كل أحيانه» هذا عام ويستثنى من ذلك ما إذا كان جنبا فإنه لا يقرأ القرآن ويستثنى من ذلك أيضا ما إذا كان في قضاء حاجة فإنه لا يقرأ القرآن ولا يذكر الله عز وجل عند قضاء حاجته، وهذه الأحاديث الأربعة التي أوردها المصنف في هذا الباب هي مطابقة لما في كتاب الإلمام لابن دقيق العيد وقد سبق أن مر في مقدمة ابن عبدالهادي المختصرة قال: ورتبته على ترتيب بعض فقهاء زماننا ليسهل الرجوع إليه، والذي يبدوا أنه يقصد بذلك هذا ابن دقيق العيد في كتابه الإلمام لأن ترتيبه موافق لترتيبه وتبويبه موافق لتبويبه يعني في كتاب الطهارة الإنسان إذا استعرض يجد أن الأبواب مطابقة وفي هذا الباب الذي معنا يعني فيه ذكر هذه الأحاديث الأربعة مرتبة بهذا الترتيب الذي هو موجود في كتاب الإلمام.