للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقتلونه فلا يتسع له زمن النظر والترجيح، بين ما انتقل عنه وإليه، ثم انحسمت «١» مادة الردة في الإسلام خوف القتل.

قلنا: لا شك أن مصلحة الدين ومنفعته عظيمة وهي النجاة الأبدية، وعظم مصلحته توجب قوة الداعي المحرك إليه وذلك يوجب انفتاح أبواب الوسائل الموصلة إلى المقصود منه.

وهذه بلاد النصرانية ملاصقة لبلاد الإسلام، والسبل إليها آمنة مسلوكة وفي المسلمين ناس كثير وقفوا على حقيقة دين المسلمين والنصارى وهم عقلاء ألباء، فلو صح لهم ما ذكرتم من القدح في دين الإسلام لتوصلوا إلى أرض النصرانية واعتصموا بها وجعلوها هجرة دينية «٢».- والله أعلم-.

ثم لو لم يكن في هذا الجواب إلا معارضة ما نقله المسلمون لما نقلتموه لأوقف دعواكم في صناعة النظر حتى تبدوا مرجحا لما قلتموه أو دليلا آخر.


(١) في (ش): أحسمت.
(٢) قلت: لقد كان كثير من أهل الكتاب لا يرغبون بالعيش والبقاء في بلاد المسلمين بديلا، وذلك لما ينعمون به من الأمن على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ومن العدل والحماية، وعدم تكليفهم ما لا يطيقون أو تعذيبهم إذا قاموا بما فرضه الإسلام عليهم من الجزية وعدم حرب المسلمين أو التعرض لأذاهم أو محاربة دينهم بأي نوع من أنواع الحرب الفكرية أو المادية. وهذا لا يجدونه في غير بلاد المسلمين ولا تحت حكم طغاتهم. وتحدث الأئمة من السلف الصالح عن أحكام الذميين" أهل الكتاب" وموقف الإسلام منهم وما لهم من حقوق في الإسلام إذا كانوا أهل ذمة:
مثل الخلال في:" أحكام أهل الملل" وابن القيم في:" أحكام أهل الذمة" وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>