(٢) قلت: والاختلاف بين مفسري القرآن وأهل الكتاب في اسم صالح مدين لا يبني عليه تكذيب القرآن الكريم بأي حال، لأن القصة وردت في القرآن دون ذكر اسم أبي البنتين، ولا فائدة في ذكر الأسماء إذا تحقق الغرض من القصة والحمد لله. (٣) أجمع اليهود والنصارى على القول بوقوع التحريف والتبديل في التوراة، وكل طائفة تجعل مسئولية التحريف والتبديل في عنق الأخرى وسبب ذلك أن نصوص التوراة التي بأيدي النصارى شاهدة بإرسال المسيح- عليه السلام- في الزمن الذي أرسل فيه، ويزعمون أن اليهود بدلوا ما بأيديهم من نسخ التوراة عنادا وحذرا من الاعتراف بإرسال المسيح- عليه السلام- واليهود يزعمون أن النصارى بدلوا ما بأيديهم من النسخ، وأن المسيح إنما يأتي في آخر الزمان، وهو المسيح المنتظر على زعمهم، ويزعمون أن ما بأيديهم من نسخ التوراة موافق لما ادعوه. قال الله تعالى: وقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [البقرة: ١١٣] ثم إن التوراة التي بأيدي اليهود يعترفون بأنها غير منزلة إنما كتبها عزرا من محفوظاته ومحفوظات بعض الكهنة أيام بختنصر، وهم فرق كل فرقة تدعي أن ما بأيديهم هو الحق، فالسامرة مثلا لها توراة يدعون أنها هي الصحيحة دون ما بأيدي سائر-