كذلك كان سوء فهمهم لملكوت السموات الذي كان يبشر بقدومه السيد المسيح، فرغم بلوغ دعوة المسيح ختامها فقد أدرك التلاميذ خطأ أن المسيح سيأتي بملكوت أرضي وبدولة بني اسرائيل وقد أملوا فى أن يبوأوا عروشا فى هذا الملكوت القادم (١) ونتج عن هذا التوبيخ المستمر لتلاميذه خوف هؤلاء التلاميذ من سؤال السيد المسيح واستيضاح ما لم يدركوه بعقولهم "وأما هم فلم يفهموا القول وخافوا أن يسألوه" مرقس ٩: ٣٢ وقد بلغ هذا التوبيخ الذروة فى قول المسيح "ألا تشعرون بعد ولا تفهمون، أحتي الآن قلوبكم غليظة، ألكم أعين ولا تبصرون ولكم آذان ولا تسمعون ولا تذكرون" مرقس ٨: ١٧.
أما عن إيمان هؤلاء التلاميذ فدعنا نستعرض أقوال المسيح عن ذلك، يقول إنجيل متي (ثم تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه - شيطان فى جسد غلام - فال لهم يسوع لعدم إيمانكم) ١٧: ١٩.
وفى مناسبة أخرى "فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان" متي ١٦: ٨ ووبخ المسيح تلاميذه قائلا "أيها الجيل غير المؤمن الملتوى، إلى متى أكون معكم، إلى متى احتملكم" متى ١٧: ١٤ وكذلك (كيف لا إيمان لكم) مرقس صح ٤: ٤٠ كما أن المسيح انتهر بطرس أحد هؤلاء التلاميذ قائلا له (اذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس) مرقس ٨: ٣٣.
(١) أهداف المسيح وتلاميذه: هرمان رايماروس: أستاذ اللغات الشرقية فى أكاديمية همبورج.