للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هكذا قبل الرسالة كان السيد المسيح نجارا فقيرا وبعد الرسالة أهانه اليهود واستهزءوا به متهمين إياه بالسحر والشعوذة وتسخير الشياطين حتى أقاربه قالوا أنه مختل وأخوته لم يؤمنوا به وتلاميذه تخلوا عنه ... فمتى أصبح يسوع ملكا لليهود؟

وإذا افترضنا جدلا أن يسوع كان سيصبح ملكا لليهود مثل داود أو سليمان ويؤسس دولة يهودية مستقلة عن الامبراطورية الرومانية التي كانت تحتلها وقتئذ، فما الذي يدفع بالمجوس للمجئ من بلاد فارس وتحمل مشاق السفر للاحتفال بمولود سيصبح ملكا لأمة أخرى غير أمتهم الفارسية؟.

وإذا افترضنا أنهم تنبأوا بنبوته أو ألوهيته (على حسب اعتقاد المسيحية) فكيف يحتفلون بمولود نبي الله أو ابن الله وهم وثنيون لا يدينون بدين سماوى، أن المجوس كانوا يعبدون أهورا مازدا ويقدسون النار ثم انتقلوا إلى عبادة (مثرا) إله الشمس واستمرت هذه العبادة إلى عدة قرون بعد الميلاد.

من الواضح أن كلا من انجيل متى وإنجيل لوقا قد تأثرا بالقصص الأسطورية التي كانت تحيط دائما بمولد الزعماء الدينيين من أمثال بوذا (١) وزرادشت (٢) وكنفوشيوس (٣) وميثرا وديونيسوس وغيرهم.

يقول أ. و. توملين (٤): يسجل التراث البوذي حادثة مماثلة تماما لتلك الزيارة التي قام بها المجوس إلى بيت لحم، ففى اليوم الذي ولد فيه البوذا لاحظ الحكيم كلاديفالا أن


(١) ولد بوذا ٥٦٣ ق. م.
(٢) ولد زرادشت. ٦٦ ق. م
(٣) ولد كنفوشيوس ٥٥١ ق. م
(٤) فلاسفة الشرق: أ. و. توملين

<<  <   >  >>