فنلاحظ أن الجميع كان منشغلاً بتحقيق شخص المأخوذ، حتى في محاكمته.
ونلحظ أيضاً أن إجابة المأخوذ كانت:" أنت قلت "، وقال لبيلاطس:" أنت تقول "، بمعنى أنه لم يصدق كلامهم ولم يكذبه، لكنه قال لهم: هذا ما تقولونه أنتم.
ولكن الآباء اليسوعيين يعلقون في نسخة الرهبانية اليسوعية على هذا النص بقولهم:"المعنى أن يسوع يرفض هذا اللقب".
ثم ما هي الإجابة التي لن يصدقها رؤساء الكهنة؟ ولو صدقوها لأطلقوه؟ هي بلا شك: أنه ليس المسيح، بل يهوذا.
وأما عيسى فقد أخبرهم يهوذا عن مكانه فقال:" منذ الآن يكون ابن الانسان جالساً عن يمين قوة الله "(لوقا ٢٢/ ٦٩)، أو كما قال متى:" من الآن تبصرون ابن الانسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء "(متى ٢٦/ ٦٤).
وقد يسأل سائل: كيف عرف يهوذا مكان المسيح؟ والجواب بسيط، لقد رأى يهوذا المسيح وهو ينجو ويصعد به إلى السماء، يوم أن أُلقي القبض عليه، بعد وقوع الجند.
وهنا قد يتساءل البعض، لماذا شك الجند ورئيس الكهنة والكهنة في شخصية المأخوذ؟
وفي الإجابة نقول: لقد كانوا يعهدون في المسيح معالم معنوية، في كلامه، وذكائه، وشجاعته، وعلمه، بل وصوته، وهم اليوم لا يرون شيئاً من ذلك في الشخص الماثل أمامهم.
ولهذه المعالم المفقودة في المأخوذ احتقر هيردوس المقبوض عليه، بينما يتوقع أن يرى المسيح العظيم الذي طالما سمع عنه: " وأما هيردوس فلما رأى يسوع فرح جداً،