للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من ذلك: أن الهنود يقولون: " لما مات "كرشنا" مخلصهم على الصليب، حدثت في الكون مصائب جمّة، وعلامات متنوعة، وأحاطت بالقمر دائرة سوداء، وأظلمت الشمس عند منتصف النهار، وأمطرت السماء ناراً ورماداً ..... ".

ويقول عباد بروسيوس " إنه لما صلب على جبل قوقاس، اهتزت الكائنات، وزلزلت الأرض ".

والاعتقاد بحدوث أحداث سماوية عظيمة عند موت أحد العظماء أو ولادته، معروف عند الرومان واليونان.

كما ينقل المؤرخ "فرار" في كتابه "حياة المسيح"، وينقل جيبون في تاريخه أن عدداً من الشعراء والمؤرخين الوثنيين كان يقول:" لما قتل المخلص اسكولا بيوس، أظلمت الشمس، واختبأت الطيور في أوكارها ... لأن شافي أمراضهم وأوجاعهم فارق هذه الدنيا ".

والقول بظلمة الشمس عند موت أحد المخلصين قيل أيضاً عند مقتل هيركلوس وبيوس وكوتز لكوتل وكيبير ينوس إله الرومان، وعليه فحصول الغرائب والعجائب عند موت العظماء أسطورة قديمة تداولتها الأمم، ونقلها أصحاب الأناجيل من تلك الوثنيات. (١)

وقد كان عباد الشمس يقدمون الضحايا لها، خاصة عند حلول الكسوف، فإذا زال الكسوف اعتقدوا أنه بسبب فداء أحد زعمائهم، حيث خلصهم وحمل عنهم العذاب، لذا حرص متى على القول: "ومن الساعة السادسة، كانت ظلمة على الأرض إلى الساعة التاسعة " (متى ٢٧/ ٤٥). (٢)

ومن أوجه الشبه بين الوثنيات القديمة والنصرانية القول بقيامة الآلهة من


(١) انظر: العقائد الوثنية في الديانة النصرانية، محمد طاهر التنير، ص (٤١ - ٤٣).
(٢) انظر: المسيحية الحقة التي جاء بها المسيح، علاء أبو بكر، ص (١٦).

<<  <   >  >>