وسط شعبك إسرائيل، فيغفر لهم " (التثنية ٢١/ ٨ - ٩).
وكذا في سفر المزامير سمى الربَ فادياً "الرب فادي نفوس عبيده، وكل من اتكل عليه لا يعاقب" (المزامير ٣٤/ ٢٢).
وفي نص آخر يؤكد إشعيا هذا المعنى للفداء والخلاص، فيقول: " هكذا قال الرب فادي إسرائيل: قدوسُه للمهان النفس، لمكروه الأمة، لعبد المتسلطين" (إشعيا ٤٩/ ٧)، فأطلق على الله لقب الفادي والمخلص، فالفداء أو الخلاص له معان أوسع من الذبيحة والمعاوضة التي يصر عليها بولس.
ومن هذا النوع من الخلاص ما قام به المخلص أهود "وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، فأقام لهم الرب مخلّصاً أهود بن جيرا البنياميني" (القضاة ٣/ ١٥).
فهذه النصوص جميعاً تتحدث عن فداء وخلاص أرضي، وهذا الخلاص رحمة من الله وفضل، ولا يحتاج لدم يسفكه الفادي.
ومهمة الخلاص والفداء الذي سيقدمه المسيح لا تختلف عن هذا المعنى، فقد حصر زكريا الكاهن مهمة الفداء المسيحي بالفداء والخلاص الأرضي، فالمسيح القادم سيخلص شعبه من أعدائهم، كما تتابع على البشارة بذلك الأنبياء، ومثلهم زكريا الذي شكر الله على نعمة المسيّا المولود "قائلاً: مبارك الرب إله إسرائيل، لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه، كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر، خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا، ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس، القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا، أن يعطينا أننا بلا خوف مُنقَذين من أيدي أعدائنا، نعبده بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا" (لوقا ١/ ٦٨ - ٧٥).
يقول الأب متى المسكين: "الخلاص الذي يتكلم عنه زكريا الكاهن ليس هو