للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأُشْناني، حدثنا بشر بن الوليد الكندي، حدثنا سهيل أخو حزم، عن أبي عمران الجَوْني، عن جندُب قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ".

أخرجه أبو داود في كتاب "السنن" (١)، وفيه نظر.

١٢٧ - قال أحمد: فإن صح، فإنما أراد - والله أعلم - فقد أخطأ الطريق، فسبيلُه أن يَرجع في تفسير ألفاظه إلى أهل اللغة، وفي معرفة ناسخه ومنسوخه، وسبب نزوله، وما يحتاج فيه إلى بيانه إلى أخبار الصحابة الذين شاهدوا تنزيله، وأدَّوْا إلينا من سنن رسول - صلى الله عليه وسلم - ما يكون بيانًا لكتاب الله، قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: ٤٤].

فما ورد بيانه عن صاحب الشرع ففيه كفاية عن فكرة مَن بعده، وما لم يرد عنه بيانه، ففيه حينئذٍ فكرة أهل العلم بعده، ليستدلوا بما ورد بيانه على ما لم يرد، وليستنبطوا معنى ما يُعقل معناه، ثم يقيسوا عليه ما يكون في معناه مما سواه، وبالله التوفيق.

١٢٨ - قال الإمام أحمد: وقد يكون المراد بالخبر- إن صحّ -: من يقول فيه برأيه من غير معرفة منه بأصول العلم وفروعه، فتكون موافقته للصواب، وإن وافقه من حيثُ لا يعرفه، غيرَ محمودة. والله أعلم.

وسهيل ابن أبي حزم، هذا هو سهيل بن مِهران، أخو حزم ابن أبي


(١) (٣٦٤٤)، والترمذي (٢٩٥٢) وقال: حديث غريب، والنسائي (٨٠٨٦). والنظر الذي أراده المصنف: هو ضعف سهيل، كما سيأتي.