للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عصاه، ويعلِّمهم ما فرض الله عليهم، ويأخذ منهم ما وجب عليهم، لمعرفتهم معاذًا رضي الله عنه، ومكانِه منه، وصدقه.

قال الشافعي رضي الله عنه: وفي شبيهٍ بهذا المعنى: أمراء سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بَعَث على بَعْث مؤتة مولاه زيدَ بن حارثة، وقال: "فإن أصيب فجعفر، فإن أصيب فابن رواحة" (١)، وبعث ابن أُنيس سرية وحده (٢)، وبعث أمراء سراياه وكلُّهم حاكٌم فيما بعثه فيه، ولم يزل يمكنه أن يبعث والييْن، وثلاثةً، وأربعة، وأكثر، وبَعَث في دهر واحد اثني عشر رسولًا إلى اثني عشر سلطانًا، يدعوهم إلى الإسلام، وبعث دحية إلى الناحية التي هو فيها معروف.

قال الشافعي: ولم تزل كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم تنفذ إلى ولاته بالأمر والنهي، ولم يكن لأحد من وُلاته تركُ إنفاذ أمره، ولم يكن ليبعث رسولًا إلا صادقًا عند من بعثه إليه.

قال: وهكذا كانت كتب خلفائه من بعده، وعمّالِهم، وما أجمع المسلمون عليه من أن يكون الخليفة واحدًا، والقاضي واحدٌ، والأميرُ واحدٌ، والإمام (٣)، فاستخلفوا أبا بكر رضي الله عنه، ثم استخلف أبو بكر عمر، ثم عمر أهل الشورى ليختاروا واحدًا، فاختار عبدُ الرحمن عثمانَ


(١) أخرج هذا الحديث مطولًا النسائي (٨٢٤٩)، وابن أبي شيبة (٣٨١٢١)، وأحمد ٥: ٢٩٩ - ٣٠٠، وابن حبان (٧٠٤٨).
(٢) هو عبد الله بن أُنيس الجهني، بعثه صلى الله عليه وسلم وحده لقتل خالد
ابن سفيان الهذلي، وكان نحو عُرَنة وعرفات، وحديثه في "سنن" أبي داود (١٢٤٣) وغيره، مسند متصل، ورواه ابن أبي شيبة (٨٤٤٩) مرسلًا، وهناك تخريجه.
(٣) هكذا في "الرسالة" (١١٥٤)، وفي الأصل: "واحدًا".