قال: فالولاةُ من القضاة وغيرِهم يقضون، فتنفذ أحكامهم، ويقيمون الحدود، ويُنفِذ مَن بعدهم أحكامهم، وأحكامهم أخبار عنهم.
٢١٩ - قال الإمام أحمد رحمه الله: ما احتج به الشافعي من هذه الآثار التي أشار إليها، ولم يذكر أسانيدها، قد خرّجتها بأسانيدها في كتاب "السنن"، مفرقةَّ فَي مواضعها، فلم أذكرها هنا خشية التطويل.
ومما يَحتج به أصحابنا في تثبيت خبر الواحد من الأخبار الصحيحة المشهورة: حديثُ سلمة بن الأكوع في بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء رجلًا ينادي في الناس بصومه، وبعثُه على نجران أبا عبيدة بن الجراح، وأمرُه وفدَ عبد القيس بأن يُخبروا عنه مَنْ وراءهم ما حفظوه، وتأذين بلال وابن أم مكتوم، وأمره أبا موسى الأشعري بتبشير أبي بكر وعمر وعثمان بالجنة، وأمرُه مالكَ بنَ حويرث ومن قدِم بتعليم قومهم ما علموا إذا رجعوا إليه، وغير ذلك (١).
٢٢٠ - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران ببغداد، أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء رجلًا من أسلم
(١) هذه ستة أخبار (وغير ذلك)، أشار إليها، ثم أسند خمسة منها متتالية وخرّجها (٢٢٠ - ٢٢٥)، ثم زاد خبر ابن عباس مع عمر في اللتين تظاهرتا (٢٢٦)، ثم حديث ابن عمر في تقديم الضبّ على مائدة النبي صلى الله عليه وسلم (٢٢٩)، ثم رجع (٢٣١) إلى حديث مالك بن الحويرث، ومعها تخريجها.