حديث أم سلمة في قُبلة الصائم دلالة على جواز قبول خبر المرأة. وبالله التوفيق.
٢٢٩ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن توبة العنبري قال: قال لي الشعبي: أرأيتَ فلانًا حين يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! قد جالست ابن عمر قريبًا من سنتين فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء غيرَ أنه قال يومًا: كان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأكلون ضبًّا، فيهم سعد ابن مالك، فنادتْهم امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: إنه ضبّ! فأمسكوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"كُلُوا فإنه حلال، ولا بأس به، ولكنه ليس من طعام قومي".
أخرجاه في "الصحيح" من حديث شعبة (١).
٢٣٠ - وفيه، وفيما تقدم من حديث أم سلمة في القُبلة دليل على قبول خبر المرأة، وفيما قبله من حديث رَبَاح دليل على قبول خبر العبد، وفي حديث ابن أم مكتوم دليل على قبول خبر الأعمى.
٢٣١ - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا عارم بن الفضل،
(١) البخاري (٧٢٦٧)، ومسلم ٣: ١٥٤٢ (٤٢). وكتب كاتبٌ في الأصل فوق كلمة "أخرجاه": "البخاري"، يريد: أن الصواب: أخرجه البخاري، بقرينة قوله "في الصحيح"، وهو توهم لا يصح، فالحديث في الصحيحين، ويتكرر في كلام الإمام المصنف هذا التعبير تجوّزًا.