للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الله عليه وسلم - إلا من ثقة, ولا تديَّنوا وإن لبستم العباء، ولا تكتبوا الشعر تَشْغَلوا به قلوبكم عن القرآن.

٤٨٥ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس، هو الأصم، أخبرنا بكر الدمياطي، حدثنا شعيب بن يحيى حدثنا ابن لهيعة، عن خالد ابن يزيد، عن عمار بن سعد التُّجيبى: أن عقبة لما حضرته الوفاة قال: يا بَنِيَّ، إني إنهاكم عن ثلاث، فانتفعوا بهن (١).


(١) رواه الطبراني في "الكبير" ١٧ (٧٣٧) عن بكر بن سهل الدمياطي، به. ونبّهت في الحاشية السابقة أن عقبة المذكور هناك هو الأمير المجاهد: عقبة بن نافع القرشي، الذي استشهد بإفريقية (القيروان)، ولولده المذكور هناك أبي عبيدة حكاية عنه، كما قال الذهبي، وذكرت هذا تمهيدًا لأنبّه تحت هذه الرواية أن الطبراني روى هذا الخبر تحت مسند عقبة بن عامر الجهني، والظاهر أنه وَهَم من أحد رواته، ولا أُعصِّب الوهم برأس ابن لهيعة، فإنه في سند الطبراني والخطيب أيضًا، فالله أعلم.
وليس لعقبة بن عامر الجهني ولد اسمه أبو عبيدة، والجهني توفي في مصر، وقبره في القرافة معروف، وتوفي وفاة طبيعية، أما عقبة بن نافع، فقرشي، واستشهد بإفريقية (القيروان)، وله ولد اسمه أبو عبيدة.
وتمييز آخر بينهما لا يتصل بتحقيق هذا الأمر هو: أن الجهني صحابي، أما القرشي: فقال ابن يونس، وابن عبد البر ٣: ١٠٧٥: لا تصح له صحبة، وأخذها الذهبي في "التجريد" (٤١٦١)، و"السير" ٣: ٥٣٣، إنما ولد على عهده - صلى الله عليه وسلم -، كما في "أسد الغابة" ٤: ٥٩، و"الإصابة"، ولذلك ترجمه الحافظ في القسم الثاني.
وحصل اشتباه لبعضهم بسبب الجمع بين روايتي الطبراني والخطيب دون تمييز بين (عقبة) هذا وهذا، فذكروا عمار بن سعد راويًا عن عقبة بن نافع القرشي المجاهد، وهو وهم. والله أعلم. =