للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٧٧ - وأما سفيان بن سعيد الثوري - رضي الله عنه -، فاعتماده أيضًا في فتاويه على الآثار، وأخذَ العلم عن أبي إسحاق السَّبيعي، وإسماعيل ابن أبي خالد، والأعمش، وغيرهم من الكوفيين، ثمَّ عن منصور بن المعتمر، وغيره من أصحاب إبراهيم النخعي، وإبراهيمُ أخذه عن التابعين الذين سميناهم فيما مضى من أهل العراق، وأخذ العلم أيضًا عن جماعة من المكيين والمدنيين واليمانيين والبصريين، مع من أدرك من التابعين، إلا أن ميله إلى قول أصحابه أكثر.

١٢٧٨ - وأما أبو حنيفة: فإنَّه أخذ الفقه عن حماد بن أبي سليمان، وغيره من أصحاب إبراهيم مع من أدرك من التابعين، ويقال: إنه لقي من الصحابة عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزُّبَيدي، وأنس بن مالك، وكان له رأي ولسان في الجدل.

١٢٧٩ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا بكر ابن إسحاق يقول: سمعت الحسن بن علي بن زياد يقول: سمعت أحمد ابن أبي سُريج يقول: سمعت الشافعي يقول: قلت لمالك بن أنس: رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم رأيته، لو تكلم في هذه السارية أن يجعلها ذهبًا لقام بحجته (١).


(١) ذكر المصنف هذا القول كالدليل على قوله: كان لأبي حنيفة رأي ولسان في الجدل، ولو قال: له رأي ولسان في إقامة الحجة والبرهان: لكان زيادة في الإنصاف، وهكذا كل من روى هذه الكلمة ذكرها في سياق مدح مالك لأبي حنيفة - رضي الله عنهما -، ومع ذلك تجد تفسيرها المنكر عند ابن أبي حاتم ص ٢١٢ من "آداب الشافعي" فانظره مع التعليق عليه.
وسبق أن روى المصنف (٧٥) نحو هذا القول لهارون بن سعيد الأيلي في الإمام =