للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يزل منكم من يوفَّق ويسدَّد، وإنكم إنِ استعجلتم بها قبل نزولها، تفرقتْ بكم السُّبُل، هاهنا وهاهنا"، وأشار عن يمينه وعن شماله (١).

وبلغني عن أبي عبد الله الحَليمي رحمه الله: أنه أباح ذلك للمتفقهة الذين غرضُ العالم من جوابهم تنبيهُهم وإرشادُهم إلى طريق النظر والارتياء (٢)، لا ليعملوا (٣).

١٤٢٢ - قال الشيخ الإمام أحمد رحمه الله: وعلى هذا الوجه وضع الفقهاء مسائل المجتَهَدات، وأجرَوْا بآرائهم فيها، لما في ذلك من إرشاد المتفقهة، وتنبيههم على كيفية الاجتهاد، وبالله التوفيق.

١٤٢٣ - أخبرنا عبد الخالق بن علي المؤذن، أخبرنا محمد بن أحمد ابن خنب، حدثنا يحيى ابن أبي طالب، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا مهدي بن ميمون، عن يونس بن عبيد، عن ميمون بن مِهران قال: التوددُ إلى الناس نصفُ العقل، وحسن المسألة نصف الفقه، ورفقك في معيشتك يلقي نصف المؤونة.

وقد روي هذا من وجه آخر مرفوعًا، ورفعه ضعيف، وهو عن ميمون


(١) رواه أبو داود في "المراسيل" (٤٥٨).
(٢) "الارتياء": هكذا في الأصلين، وهو مصدر: ارتأى ارتياءً، أي: نظر نظرًا، فهو عطف على ما قبله.
(٣) هذا معنى كلام الحليمي في "المنهاج" ٢٠٤: ٢ - ٢٠٥، والإمام الحليمي ولد ٣٣٨، وتوفي ٤٠٣ رحمه الله، وكانت ولادة المصنف ٣٨٤، وأول سماعه ٣٩٩، ووفاته ٤٥٨ رحمه الله، فكان من الممكن سماعه منه، لكن لم يقدَّر، كما هو مفاد عبارته هذه. والله أعلم.