للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جاء وفد عبد القيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مرحبًا بالوفد غيرِ الخزايا ولا الندامى" قالوا: يا رسول الله، إن بيننا وبينك كفارَ مضر، وإنا لا نصلُ إليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بأمر إذا عملناه دخلنا الجنة، وندعو إليه من وراءنا، قال: فقال: "آمركم بالإيمان، تدرون ما الإيمان؟ شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، وتصوموا رمضان، وتحجوا البيت، وأحسبه قال: وتؤدوا الخُمُس من المغانم، وأنهاكم عن أربع: عن الجَرِّ، والدباء، والنقير، والمزفَّت".

أخرجه البخاري ومسلم في "الصحيح" من حديث قرة بن خالد (١).

١٤٣٥ - وإنما وقع النهي عن الأوعية لِمَا يُسرع فيها الفساد إلى ما ينبذ فيها، ثم رخص في الأوعية، وبقي تحريم المسكر من الأشربة، كما بيناه في كتاب الأشربة (٢).

والمقصود من هذا الخبر هاهنا أنه سمى كلمة الشهادة وما بعدها في هذا الخبر إيمانًا، وسماها في الخبر الذي قبله إسلامًا، وفي ذلك دلالة على أن الإيمان والإسلام عبارتان عن الدين الذي أُمرنا به، وأن شرائع الإسلام تسمى إيمانًا، وتسمى إسلامًا، وبه كان يقول صاحبنا الشافعي رضي الله عنه وأقرانه من الفقهاء رضي الله عنهم.

١٤٣٦ - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أخبرنا أبو سهل


(١) البخاري (٧٥٥٦)، ومسلم ١: ٤٨ (٢٥).
(٢) ٨: ٢٠٩ من "السنن الكبرى".