للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خيرنا، وسيدَنا وابنَ سيدنا، قال: "يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يَسْتَهويكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحبُّ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله" (١).

١٦٤٤ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس، حدثنا الصغاني، حدثنا عفان، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا غيلان بن جرير، عن مطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن أبيه: أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في رهط من بني عامر، فأتيناه فسلمنا عليه، ثم قلنا: أنت والدنا، وأنت سيدنا، وأنت أطولُنا علينا طَوْلًا، وأنت الجَفْنة الغرّاء، قال: "قولوا بقولكم ولا يَسْتَجِرَّكم الشيطان"، وربما قال غيلان: "لا يَسْتَهْوِكم الشيطان" (٢).


(١) رواه النسائي (١٠٠٧٧، ١٠٠٧٨)، وأحمد ٣: ١٥٣، وابن حبان (٦٢٤٠).
(٢) رواه أبو داود (٤٧٧٣)، والنسائي (١٠٠٧٥)، وأحمد ٤: ٢٥.
وهاهنا تنبيه لازم أكرِّر التنبيه إليه كتابيًّا وشفهيًّا، وهو مهم في الفقه والتطبيق، ومهم في فنّ التخريج أيضًا، هو ضرورة ملاحظة تبويب أئمتنا لما يروونه، فإنه شرحٌ مختصر منهم للسنة النبوية، وبيان ذلك هنا: أن الإمام النسائي رحمه الله بوّب أولًا فقال: باب النهي عن أن يقال للمنافق: سيدنا، وهذا أمر لا خلاف فيه ولا استثناء، وروى تحته حديث بريدة بن الحصيب: "لا تقولوا للمنافق: سيدنا، فإنه إن يكُ سيدكم فقد أسخطتم ربكم".
ثم قال: ذكر اختلاف الأخبار في قول القائل: سيدنا، وسيدي، وروى تحته من طرق حديث عبد الله بن الشخير هذا، ثم روى الحديث نفسه من طرق عن أنس بن مالك، لكنه روى بعدهما حديث سعيد المقبري قال: كنا مع أبي هريرة جلوسًا، فجاء =