الأمي من الفجور وهو يعلم تحريمه، فأما ما اكتسبه جاهلًا بتحريمه، فقد كان يجب عليه تعلُّمه فيما كان ظاهرًا من العلم العام، فإن لم يتعلم حتى باشر الفجور جهلًا منه بتحريمه فعليه وزرُ تركِ التعلم، وإن لم يتمكن من تعلمه لضيق الوقت، أو لعدم من يعلَّمه، أو كان ذلك من العلم الخاص الذي لم تُكَلَّفه العامة، ولم يقع في قلبه وجوب المسألة عنه عند مباشرته: فلا وزر عليه إن شاء الله، والوزر على من باشره عالمًا بتحريمه. والله أعلم.
١٦٧٤ - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل الماليني، أخبرنا أبو أحمد عبد الله ابن عدي الحافظ (١)، أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان، حدثنا سعيد بن رحمة بن نُعيم، حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن طلحة بن زيد.
قال أبو أحمد: وأخبرنا القاسم بن الليث، حدثنا هشام بن عمار.
قال أبو أحمد: وحدثنا أحمد بن عامر بن عبد الواحد، حدثنا الهيثم بن مروان قالا: حدثنا منبِّه بن عثمان، حدثنا صدقة بن عبد الله، عن طلحة بن زيد، عن موسى بن عُبيدة، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يبعث الله العلماء يوم القيامة فيقول: يا معشر العلماء إني لم أضعْ علمي فيكم إلا لعلمي بكم، ولم أضع علمي فيكم لأعذِّبكم، انطلقوا فقد غفرت لكم".
(١) في "الكامل" ٥: ٩٠ (٩٥٨)، وهكذا الأقوال الثلاثة التالية.