يأبى الجوابَ فما يراجَع هيبةً ... والسائلون نواكس الأذقانِ
أدبُ الوقار وعزُّ سلطان التقى ... فهو الأمير وليس ذا سلطانِ
١٧٧٦ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني علي بن محمد المروزي، حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان قال: سمعت أبا عاصم يقول: سمعت سفيان الثوري، وقد حضر مجلسه شابّ من أهل العلم، وهو يَتَرأّس، ويتكلم، ويتكبّر بالعلم على من هو أكبر منه، قال: فغضب سفيان وقال: لم يكن السلف هكذا، كان أحدهم لا يدَّعي الإمامة، ولا يجلس في الصدر حتى يَطلب هذا العلم ثلاثين سنةً، وأنت تتكبر على من هو أسنُّ منك؟ ! قم عني ولا أراك تدنو من مجلسي! .
١٧٧٧ - قال: وسمعت سفيان الثوري يقول: إذا رأيتَ الشاب يتكلَّم عند المشايخ، وإن كان قد بلغ من العلم مبلغًا، فآيِسْ من خيره، فإنه قليل الحياء.
١٧٧٨ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، في "التاريخ"، أخبرني أبو النضر الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: سمعت أبا الحسين الخياط، في مجلس أبي الربيع الزهراني يقول: كان ابن المبارك إذا قدم المِصِّيصة (١) جالس أبا إسحاق الفزاري، قال: فبينا رجل من أهل خراسان يستدلُّ على
(١) على حاشية ب: "حاشية: وتقال بالتخفيف أيضًا"، أي: تخفيف الصاد الأولى، وأقول: نعم، حكي هذا، قاله الجوهري في "الصحاح" ٣: ١٠٥٧، ونُقل عن الفارابي، لكن انظر "معجم" ياقوت، وحوارًا قويًا في "الأنساب" للسمعاني مع شيخه الكرميني. والميم مكسورة، واقتصر ياقوت على فتحها.