للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٩٢١ - قوله: وإن كنا لا نعمل به: يريد به -والله أعلم- فيما يكون ندبًا واستحبابًا، فلا يُظنُّ بهم أنهم كانوا يتركون الواجبَ عليهم فلا يعملون به! إذْ كانوا أعملَ الناس بما وجب عليهم، ويَحتمل أن يكون ذهب مذهب التواضع في ترك التزكية (١).

وعلى المعنى الأول يُحمل ما:

١٩٢٢ - حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فُورك، أخبرنا عبد الله ابن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا الصَّعْق بن حزن، عن عَقيل الجعدي، عن أبي إسحاق، عن سويد بن غَفَلة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيُّ عُرى الإِسلام أوثق؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "الوَلاية في الله: الحبُّ في الله، والبغض في الله، يا عبد الله، أتدري أيُّ الناس أعلم؟ " قلت: الله ورسوله أعلم؟ قال: "فإن أعلمَ الناس أعلمُهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصِّرًا في العمل، وإن كان يزحف على استه" (٢).

عَقيل الجعدي غير معروف، ويمكن إجراء الخبر -إنْ ثبت- على ظاهره: أن يكون تقصيره في العمل لا يقدح في علمه، ويكون تركُه العملَ بعلمه زلةً منه تُنتظر فيئته، وبالله التوفيق.


(١) وهكذا يقال في قول أبي الدرداء السابق: آمركم بالأمر وما أفعله.
(٢) هذا طرف من حديث طويل، وقد رَوَى هذا القدر منه المصنف في "الشعب" (٩٠٦٤)، ورواه بتمامه الطيالسي (٣٧٦)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (٣٢١)، وروى الجملة الأولى في "مصنفه" (٣١٠٨٣)، وينظر تمام تخريجه فيه.