للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حدثنا الليث، عن إبراهيم ابن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن جبير بن نُفَير، حدثني عوف بن مالك الأشجعي قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا إلى السماء فقال: "إن هذا أوانُ يَذْهب العلم"، فقال له رجل من الأنصار يقال له زياد بن لبيد: يا رسول الله كيف يرفع العلم وقد أثْبِتَ في الكتب ووعتْه القلوب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنْ كنتُ لأحسَبك من أفقه أهل المدينة"، ثم ذكر اليهود والنصارى وضلالتهم على ما في أيديهم من كتاب الله، قال: فذكرت ذلك لشداد بن أوس فقال: صدق عوف بن مالك، ألا أُخبرك بأول ذلك؟ يُرفع الخشوعُ حتى لا ترى خاشعًا (١).

١٩٣٤ - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ (٢)، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاريء، وأبو الحسن أحمد بن محمد العَنَزي قالا: حدثنا عثمان ابن سعيد الدارمي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه جبير، عن أبي الدرداء أنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشَخَص ببصره إلى السماء ثم قال: "هذا أوان يُخْتَلَس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء"، قال: فقال زياد بن لبيد الأنصاري: يا رسول الله، وكيف يُختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنُقْرِئنّه نساءَنا وأبناءنا، فقال: "ثكلتك أمك يا زياد، إنْ كنتُ لأَعدُّك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود


(١) رواه ابن حبان (٦٧٢٠)، والطحاوي في "شرح المشكل" ١: ٢٧٧ (٣٠١).
(٢) في "المستدرك" (٣٣٨)، وفيه اسم شيخه: العنبري، وهو تحريف.