للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

في مسائل الأصول والفروع، ما لا يراه في كتب غيره من المتقدمين (١)، الذين صاروا في علم الشريعة متبوعين، رضي الله عنه وعنهم أجمعين، هذا مع ما رَزَقه الله تعالى من التبحّر في لسان العرب، الذي جعله الله لسان مَن ختم به نبوته، وأنزل به آخر كتبه.

٨ - فقد أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن فَنْجُويه الدِّيْنَوري الدامَغاني، حدثنا الفضل بن الفضل الكِندي، أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي قال: حدثنا ابن بنت الشافعي قال: سمعت أبي يقول: أقام الشافعي على العربية وأيام الناس عشرين سنة، فقلنا له في ذلك؟ فقال: ما أردت بهذا إلا الاستعانة على الفقه.

٩ - وأخبرنا الحسين بن محمد بن فَنْجويه، حدثنا الفضل بن الفضل الكندي، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: سمعت جعفر بن محمد


(١) وذلك للاختلاف في المنهج والقصد، فهم ما بين مطَوِّل ومقتصد، لا لضعف في الحجج والبيان.
وهذا القاضي عياض ذكر في "شرح صحيح مسلم" ٤: ٢٣٣ - وعنه النووي ٨:
١٣٦ - في مسألة هل كان حجّ النبي صلى الله عليه وسلم مفردًا أو قارنًا أو متمتعًا، أن أبا جعفر الطحاوي تكلم في ذلك في نيِّف على ألف ورقة! أي: في أكثر من ألفي صفحة! .
وهاهنا عِبْرتان وعَبرتان، أولاهما: أن الرجل ما يزال محافظًا على انتسابه إلى مذهبه الحنفي! ! وثانيتهما: أن صغار صغار الطلبة حين تذكر أمامه هذه المسألة يقول أحدهم: الراجح أنه كان صلى الله عليه وسلم قارنًا، وآخر: الصحيح المتعين كان مفردًا، وآخر، المعتمد الذي ليس سواه: كان متمتعًا! ! . والمفارقات كثيرة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.