للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الأنفال]

سورة الأنفال مدنيّة، وهي خمسة آلاف وثمانون حرفا، وألف وخمس وتسعون كلمة، وخمس وسبعون آية (١).

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ؛} أي عن الغنائم، {قُلِ الْأَنْفالُ؛} الغنائم؛ {لِلّهِ وَالرَّسُولِ؛} الإضافة للغنائم إلى الله على جهة التشريف، والإضافة إلى الرسول لأنه كان بيان حكمها وتدبيرها إليه؛ لأن الغنائم كانت كلّها له كما قال صلّى الله عليه وسلّم في وبرة أخذها سنام بعير من الفيء: [والله ما يحلّ لي من فيئكم إلاّ الخمس، والخمس مردود فيكم] (٢).

وقيل: لما سألوه عن الغنائم؛ لأنّها كانت حراما على من قبلهم، كما قال عليه السّلام: [لم تحلّ الغنائم لقوم سود الرّءوس قبلكم، كانت تنزل نار من السّماء فتأكلها] (٣).وإنما سميت الغنائم أنفالا؛ لأن الأنفال جمع النّفل، والنفل الزّيادة، والأنفال مما زاده الله هذه الأمة من الحلال، والنافلة من الصّلاة ما زاد على الفرض، ويقال لولد الولد: نافلة؛ لأنه زيادة على الولد.


(١) مدنية بدريّة في قول الحسن وعكرمة وجابر وعطاء، وقال ابن عباس: ((هي مدنية إلا سبع آيات، من قوله تعالى: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى آخر سبع آيات)).والأصح أنها نزلت بالمدينة وإن كانت الواقعة بمكة. ينظر: الجامع لأحكام القرآن: ج ٧ ص ٣٦٠.واللباب في علوم الكتاب: ج ٩ ص ٢٤٣.والدر المنثور: ج ٤ ص ٣.
(٢) أخرجه أبو داود في السنن: كتاب الجهاد: باب في الإمام يستأثر شيئا من الفيء لنفسه: الحديث (٢٧٥٥)،وإسناده صحيح عن عمر بن عنبسة.
(٣) أخرجه الترمذي في الجامع: التفسير: الحديث (٣٠٨٥)؛وقال: حسن صحيح. وفي الإحسان ترتيب صحيح ابن حبان: كتاب السير: الحديث (٤٨٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>