للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة التّحريم

سورة التّحريم مدنيّة، وهي ألف وستّون حرفا، ومائتان وأربعون كلمة، واثنتا عشرة آية. قال صلّى الله عليه وسلّم: [من قرأها أعطاه الله توبة نصوحا] (١).

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ؛} وذلك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قسّم الأيّام بين نسائه وكان له تسع نسوة، وكان لكلّ امرأة منهنّ يوم وليلة، ثمّ إنّ حفصة زارت أباها في يوم كان ذلك اليوم لعائشة، فدخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذلك اليوم بيت حفصة فوجد فيه جاريته ماريّة فأخلا بها، فلمّا رجعت حفصة إلى منزلها، وقفت حفصة على ذلك الباب فلم تدخل حتّى خرجت ماريّة، ثمّ دخلت فقالت للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّي قد رأيت من كان معك في البيت، فلمّا رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الغيرة والكآبة في وجهها قال: [اكتمي عليّ، ولا تخبري عائشة بذلك] ثمّ قال: [هي عليّ حرام] يعني ماريّة، فأخبرت حفصة عائشة وكانتا متصافيتين، فنزل جبريل عليه السّلام فأخبر النّبيّ بذلك، فدعا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حفصة وقال لها: [ما الّذي حملك على ذلك؟] قالت: ومن الّذي أخبرك؟ قال: [أخبرني العليم الخبير].

فغضب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على حفصة فطلّقها تطليقة واعتزل نساءه كلّهنّ، فمكث سبعا وعشرين ليلة ينتظر ما ينزل فيهنّ، فأنزل الله هذه الآيات. ومعناها: يا أيّها النبيّ لم تحرّم ما أحلّ الله لك، {تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ،} طالبا رضى أزواجك،


(١) تقدم وسيأتي، وهو حديث موضوع باطل. أخرجه الثعلبي أيضا في الكشف والبيان: ج ٩ ص ٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>