للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة يونس]

سورة يونس مكّيّة (١)،وهي مائة وتسع آيات، وسبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وستّون حرفا، وألف وثمانمائة واثنان وثلاثون كلمة. وعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:

[من قرأ سورة يونس أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدّق بيونس وكذب به، وبعدد من غرق مع فرعون].

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{الر،} قال ابن عباس: (معناه: أنا الله أرى) وعنه: (أنّه من حروف الرّحمن).وقيل: أنا الربّ لا ربّ غيره. وقوله تعالى: {تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ} (١)؛أي هذه آيات الكتاب، وإنّما أضاف السورة إلى القرآن؛ لأنّها بعض الكتاب، كما تضاف السورة لأنّها بعضه.

وأما وصف القرآن بأنه حكيم؛ فلأنّ القرآن كالناطق بالحكمة بما فيه بين التمييز بين الحقّ والباطل. ويقال: معنى الحكيم المحكم بالحلال والحرام والأمر والنهي، يقال: أحكمت الشيء فهو محكم وحكيم، كما يقال: أكرمت الرجل فهو مكرم وكريم.

قوله تعالى: {أَكانَ لِلنّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النّاسَ} معناه: أعجبت قريش أن أوحينا إلى رجل مثلهم من أهل نسبهم أن خوّف الناس بالعذاب، {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ؛} وذلك أنّ الكفار


(١) في الجامع لأحكام القرآن: ج ٨ ص ٣٠٤؛ قال القرطبي: ((مكيّة في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. وقال ابن عباس: إلاّ ثلاث آيات من قوله تعالى: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ ... إلى آخرهنّ)).وقال مقاتل: ((غير آيتين، وهما قوله تعالى: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ ... إلى قوله: فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ)).ينظر: تفسيره: ج ١ ص ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>