سورة الكهف مكّيّة غير آيتين منها {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} إلى آخرهما، وعدد حروفها ستّة آلاف وثلاثمائة وستّون حرفا، وكلماتها ألف وخمسمائة وسبع وسبعون كلمة، وآياتها مائة وعشر آيات عند الكوفيّين، وأحد عشر عند البصريّين.
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ؛} أي الذي أنزل على عبده محمّد صلّى الله عليه وسلّم القرآن؛ {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً}(١)؛أي لم يجعله ملتبسا لا يفهم، ومعوجّا لا يستقيم.
قوله تعالى:{قَيِّماً؛} أي مستقيما عدلا؛ أي مستويا قيما على الكتب كلّها ناسخا لشرائعها.
قوله تعالى:{لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ؛} أي لينذر العبد الذي أنزل عليه الكتاب بأسا شديدا؛ أي لينذر الكفّار عذابا شديدا من عند الله. قوله تعالى:
{وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً}(٢) أي ثوابا حسنا في الجنة؛
{ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً}(٣)؛أي مقيمين في ذلك الأجر خالدين فيه.
قوله تعالى:{وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً}(٤)؛وهم قريش واليهود والنصارى، فإنّ قريشا قالوا: الملائكة بنات الله، واليهود قالوا: عزير ابن الله، والنصارى قالوا: المسيح ابن الله.
قوله تعالى:{ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ؛} أي هم وآباؤهم كلّهم مقلّدين ليس لهم على ذلك بيان ولا حجّة، بل قالوا جهلا. قوله تعالى:{كَبُرَتْ}