سورة العصر مكّيّة، وهي ثمانية وستّون حرفا، وأربع عشرة كلمة، وثلاث آيات. قال صلّى الله عليه وسلّم:[من قرأها ختم الله له بالصّبر، وكان من أصحاب الحقّ يوم القيامة](١).
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
{وَالْعَصْرِ}(١)؛معناه: والدّهر، أقسم الله بالدهر في تردّده وتقلّبه لما فيه من الدّلالة على وحدانيّة الله، ويجوز أن يكون المراد به: ورب العصر، وقال بعضهم: المراد بالعصر العشي، وفائدة ذكره: ما فيه من الدّلالة على توحيد الله من إقبال اللّيل، وإدبار النهار، وذهاب سلطان الشمس.
وقوله تعالى:{إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ}(٢)؛هذا جواب القسم، والإنسان هاهنا جنس أراد به جميع الناس، ولذلك استثنى منهم المؤمنين المطيعين.
وقيل: المراد بالإنسان هاهنا الكافر بخسره نفسه وماله وأهله ومنزله وخدمه في الجنّة، ويرثه المؤمن.
ويقال: معنى الخسر هاهنا نقصان العمر، كلّ إنسان رأس ماله «العمر»، والمؤمن وإن كان ينقص من عمره الذي هو رأس ماله، فإنه يربح عليه بالطاعة فلا يعدّ ذلك خسرانا؛ لأنه لا يتوصّل إلى الربح إلاّ بإخراج رأس المال من يده، فمعنى الخسران لا يتحقّق إلاّ في الكافر.
وفي الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: [من استوى يوماه فهو مغبون، وإن كان يومه خيرا من أمسه فهو مغبوط، ومن كان يومه شرّا من أمسه فهو ملعون، ومن لم