للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكن في الزّيادة فهو في النّقصان، ومن كان في النّقصان فالموت خير له من الحياة] (١).

قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ} (٣)؛فهؤلاء هم الذين يتمسّكون بما يؤدّيهم إلى الفوز بالثواب، والنجاة من العقاب، فإنّهم لا يقصرون على طاعة أنفسهم بل يحثّون غيرهم على الطاعة ليقتدى بهم وليكونوا سببا في طاعة غيرهم. وقوله تعالى: {(وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ)} أي أوصى بعضهم بعضا باتّباع القرآن، وطاعة الله، {(وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ)} على الشّدائد في ذات الله.

وعن أبيّ بن كعب قال: قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (والعصر) فقلت: يا رسول الله ما تفسيرها؟ فقال: [أقسم ربّك بآخر النّهار {(إِنَّ الْإِنْسانَ)} وهو أبو جهل {(لَفِي خُسْرٍ)}، {(إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا)} يعني أبا بكر الصّدّيق {(وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ)} يعني عمر بن الخطّاب، {(وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ)} يعني عثمان بن عفّان، {(وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ)} يعني عليّ بن أبي طالب] رضوان الله عليهم أجمعين (٢).

آخر تفسير سورة (العصر) والحمد لله رب العالمين


(١) في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين: ج ٥ ص ٢٣٦٢:الحديث (١٧٦٥)؛ قال العراقي: (لا أعلم هذا إلا في منام لعبد العزيز بن أبي رواد، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النوم، فقلت: يا رسول الله أوصني، فقال ذلك).وعلّقه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب عن علي رضي الله عنه في الرقم (٥٩١٠).
(٢) أخرجه الثعلبي في التفسير: ج ١٠ ص ٢٨٤،وحكاه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ج ٢٠ ص ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>