قوله تعالى:{وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ}(٧٨)؛أي وقد كان أصحاب الأيكة وهو قوم شعيب لظالمين بكفرهم، والأيكة: الشّجر الملتف الكبير، وكان شعيب بعث إلى قومين، إلى أهل مدين كانوا يطفّفون الكيل والوزن فأهلكوا بالصّيحة، وبعث إلى أصحاب الأيكة فأهلكوا بالظّلّة.
ويقال: إن مدين والأيكة واحد، كانت الأيكة عند مدين، فخرجوا من مدين إليها يطلبون الرّوح عندها، فأخذهم عذاب يوم الظّلة، واضطرم المكان عليهم نارا فهلكوا عن آخرهم.
قوله تعالى:{فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ؛} أي بالعذاب، {وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ}(٧٩)؛أي إن قريات لوط ومواضع شعيب لعلى طريق مبين.
قوله تعالى:{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ}(٨٠)؛أي ولقد كذب قوم صالح ومن تقدّم من المرسلين، والحجر ديار ثمود، وإنما سمّوا أصحاب الحجر؛ لأن الحجر اسم لواد كانوا يسكنون عنده،
وقوله تعالى:{وَآتَيْناهُمْ آياتِنا؛} يريد الناقة، {فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ}(٨١).
قوله:{وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ}(٨٢) أي ينقبون بيوتهم في الجبال آمنين من الموت لطول أعمارهم، وقيل: من الحرّ وسقوط السّقف.
قوله تعالى:{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ}(٨٣) أي وقت الصّبح صاح بهم جبريل فهلكوا،
{فَما أَغْنى عَنْهُمْ؛} من عذاب الله، {ما كانُوا يَكْسِبُونَ}(٨٤)؛من الأموال.
قوله تعالى:{وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالْحَقِّ؛} أي للحقّ وإظهار الحق لم نخلقهما عبثا، {وَإِنَّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌ؛} يعني القيامة لمجازاة الناس كلّهم، {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}(٨٥)؛أي أعرض عن مجازاة المشركين وعن مجاوبتهم، فإنّ مجاوبة السّفيه سفه، قال مجاهد: (هذا منسوخ بآية