صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه في أمر الذبيحة؛ وقالوا: ما لكم تأكلون ما قتلتم بأيديكم، ولا تأكلون ما قتله الله؟
قوله تعالى:{وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ}(٦٧)؛أي أدع إلى دين ربك وطاعته إنّك على هدى مستقيم، وقيل: على دلالة ودين مستقيم.
{وَإِنْ جادَلُوكَ؛} على سبيل المراء والتّعنّت كما يفعله السفهاء، {فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ}(٦٨)؛أي ادفعهم بهذا القول، ولا تجادل إلاّ لتبيين الحقّ، والمعنى: وإن خاصموك في أمر الذبيحة فقل الله أعلم بما تعملون من التكذيب فهو يجازيكم به، وهذا قبل الأمر بالقتال.
وقوله تعالى:{اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ؛} أي يقضي بينكم يوم القيامة، {فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}(٦٩) من الدّين والذبيحة.
قوله تعالى:{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ؛} أي قد علمت وأيقنت ذلك، وهذا استفهام يراد به التقرير، وقيل: معناه: ألم تعلم يا محمّد أنّ الله يعلم أعمال أهل السّماء والأرض وأسرارهم؟ {إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ؛} يعني ما يجري في السّماء والأرض، كلّ ذلك مكتوب في اللّوح المحفوظ، {إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ}(٧٠)؛أي أنّ علم الله بجميع ذلك عليه يسير سهل.
قوله تعالى:{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ؛} معناه: ويعبدون من دونه الأصنام ما لم ينزّل به كتابا ولا حجّة، وما ليس لهم به علم أنّها آلهة، {وَما لِلظّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}(٧١)؛أي وما للمشركين من مانع يمنع عذابا عنهم، نزلت هذه الآية في أهل مكّة.
قوله تعالى:{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ؛} أي وإذا يقرأ عليهم القرآن تعرف في وجوههم الإنكار للقرآن من الكراهة والعبوس، {يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا؛} أي يكادون يسطون بالمؤمنين ليردّوهم. وقيل: معناه: يكادون يقعون بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم من شدّة الغيظ. وقيل: يكادون يسطون إلى المؤمنين أيديهم بالسّوء. يقال:
سطا فلان على فلان إذا تناوله بالسّطو والعنف، وأخذه بالشدّة والإخافة.