للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{(مُنَجُّوكَ)} مخفوضة ولم يجز عطف الظّاهر على المضمر المخفوض، فما جعل الثّاني على المعنى، فصار التّقدير: وننجي أهلك، أو منجون أهلك).

قوله تعالى: {إِنّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ؛} أي عذابا بالحجارة، وقيل: الخسف والحصب، {بِما كانُوا يَفْسُقُونَ} (٣٤)؛ أي بسبب فسقهم، يروى أنّ تلك القرية كانت مشتملة على سبعمائة ألف رجل.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً؛} أي آثار منازلهم الخربة وهي ترك ديارهم منكوسة عظة وعبرة، وأظهر الله فيها ماء أسودا نتنا يتأذى الناس برائحته، وقوله تعالى: {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (٣٥)؛أي يتفكّرون فيما فعل الله بهم فلا يفعلون مثل فعلهم.

قوله تعالى: {وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً؛} أي وأرسلنا إلى أهل مدين أخاهم شعيبا، {فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ؛} أي واخشوا البعث الذي فيه جزاء الأعمال، {وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (٣٦)؛أي لا تعثوا في الأرض بالفساد،

{فَكَذَّبُوهُ؛} بالرّسالة، {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ؛} أي الزّلزلة، {فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ} (٣٧)؛أي ميّتين باركين على ركبهم.

قوله تعالى: {وَعاداً وَثَمُودَ؛} أي وأهلكنا عادا وثمودا، {وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ؛} أي ظهر لكم يا أهل مكّة من منازلهم والحجر واليمن في هلاكهم حيث تمرّون بها، {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ؛} القبيحة، {فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ؛} أي فصرفهم عن طريق الحقّ، {وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} (٣٨)؛أي عقلاء يمكنهم تمييز الحقّ من الباطل، ويقال:

كانوا معجبين بضلالهم يرون أنّهم على الحقّ، ولم يكونوا كذلك، والمعنى: أنّهم كانوا عند أنفسهم مستبصرين فيما عملوا من الضّلالة، يحسبون أنّهم على هدى.

قوله تعالى: {وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ؛} أي وأهلكنا قارون وفرعون وهامان بعد ما جاءهم

<<  <  ج: ص:  >  >>