للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محمّدا والقرآن، {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ} (٦٨)؛أي أما لهذا الكافر المكذّب مأوى في جهنّم، وهو استفهام، ومعناه: التقرير.

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا؛} أي الذين جاهدوا الكفار لابتغاء مرضاتنا لنهدينّهم سبلنا إلى الجنّة؛ أي لنوفّقنّهم لإصابة الطريق المستقيمة. وقيل: معناه: والذين قاتلوا لأجلنا أعداءنا لنهدينّهم سبيل الشّهادة والمغفرة.

وقال الفضيل: (معناه: والّذين جاهدوا فينا في طلب العلم بالعمل به)،وقال أبو سليمان الدّارانيّ: (معناه: الّذين يعملون بما يعلمون يهديهم الله إلى ما لا يعلمون).وعن ابن عبّاس: (أنّ معناه: والّذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينّهم سبل ثوابنا).

وقيل: معناه: والذين جاهدوا بالصّبر على المصائب والنّوائب لنهدينهم سبل الوصول للمواهب. وقيل: والذين جاهدوا بالثّبات على الإيمان لنهدينّهم دخول الجنان. وقال سهل بن عبد الله: (والّذين جاهدوا في إقامة السّنّة لنهدينّهم سبل دخول الجنّة).قوله تعالى: {وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (٦٩)؛أي من بالنّصر على أعدائهم، والمعونة في دنياهم والثواب والمغفرة في عقباهم.

وعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: [من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المؤمنين والمنافقين] (١).

آخر تفسير سورة (العنكبوت) والحمد لله وحده


(١) من أحاديث فضائل السور، يذكره أهل التفسير عن أبي أمامة وأبي بن كعب، في إسناده نظر، وعدّه البعض من الموضوعات. ينظر: اللباب في علوم الكتاب: ج ١٥ ص ٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>