للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى الآية: لا يحلّ لك من النساء سوى هؤلاء اللاّتي اخترنك، {وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ،} وليس لك أن تطلّق واحدة منهن وتزوّج بدلها. وقوله: {إِلاّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ،} يعني ماريّة القبطية وغيرها من السّبايا. وقوله تعالى: {وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً} (٥٢)،أي حفيظا.

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: [ما مات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى حلّت له النّساء] (١).

قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ،} نزلت هذه الآية في شأن وليمة زينب، قال أنس ابن مالك: (لمّا بنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بزينب بنت جحش، أو لم عليها بتمر وسويق وذبح شاة، وبعثت إليه أمّي أمّ سليم بحيس في تور من حجارة، فأمرني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن أدعو أصحابه إلى الطّعام فدعوتهم، فجعل القوم يدخلون فيأكلون ويخرجون، ثمّ يجيء قوم آخرون فيأكلون ويخرجون، فوضع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يده على الطّعام ودعا فيه، فأكلوا حتّى شبعوا وخرجوا، وبقيت طائفة منهم لم يخرجوا.

فقال صلّى الله عليه وسلّم: [ارفعوا طعامكم] فرفعوا وخرج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وبقي أولئك القوم يتحدّثون في البيت فأطالوا المكث. وإنّما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لكي يخرجوا، فمشى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى جميع بيوت أزواجه، ثمّ رجع فإذا القوم جلوس يتحدّثون في بيته، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم شديد الحياء، فأنزل الله هذه الآية) (٢).


(١) أخرجه الطبري في جامع البيان: الحديث (٢١٨٢٥) بأسانيد عن عائشة وألفاظ. وأخرجه الإمام أحمد في المسند: ج ٦ ص ٤١ و ١٨٠ و ٢٠١.والترمذي في الجامع: التفسير: باب ومن سورة الأحزاب: الحديث (٣٢١٦)،وقال: حديث حسن صحيح. والنسائي في السنن: كتاب النكاح: باب ما افترض الله عز وجل على رسوله: ج ٦ ص ٥٦.وابن حبان في الإحسان: كتاب التاريخ: باب صفته صلّى الله عليه وسلّم واخباره: الحديث (٦٣٦٦)،وقال: (أرادت بذلك إباحة بعد حظر).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند: ج ٣ ص ١٦٣.ومسلم في الصحيح: كتاب النكاح: باب زواج زينب بنت جحش: الحديث (١٤٢٨/ ٩٤).والترمذي في الجامع: التفسير: الحديث (٣٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>