قوله تعالى:{إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ}(١٨)؛فيه بيان أنه لا ينفع المنافق عند الله كتمان الكفر؛ لأنه تعالى عالم به.
فإن قيل: كيف تجوز المنّة من الله تعالى، والمنّة مما يكدّر الصنيعة؟ قيل: إنّ المنّة عمّن يستغنى عنه تكدّر الصنيعة، وأمّا الله تعالى ليس من أحد إلاّ وهو محتاج إليه، فليس في منّته تكدير للنعمة لاستحالة أن يستغنى بغيره عنه. وقد يقال: إذا كفرت النعمة حسنت المنّة، وبالله التوفيق.