للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عبد الله بن عمر: (وجه الشّمس والقمر إلى السّماوات، وقفاهما إلى الأرض، يضيئان في السّماء، كما يضيئان في الأرض) (١).

وقيل لعبد الله بن عمر: ما بال الشّمس تعلونا أيّاما وتبرد أيّاما؟ قال: (إنّها في الصّيف في السّماء الرّابعة، وفي الشّتاء في السّماء السّابعة، ولو كانت في سماء الدّنيا لما قام لها شيء) (٢).

قوله تعالى: {وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً} (١٧)؛يعني مبتدأ خلق آدم، فهو خلق من الأرض والناس أولاده، ونباته في هذا الموضع أبلغ من إنباته، كأنه قال: أنبتّكم فنبتّم نباتا، والنبات ما يخرج حالا بعد حال.

وقوله تعالى: {ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها؛} أي في الأرض بعد الموت، يعني يقبرون فيها، {وَيُخْرِجُكُمْ؛} منها، {إِخْراجاً} (١٨)؛عند النفخة الأخيرة للبعث.

قوله تعالى: {وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً} (١٩)؛أي فرشها وبسطها لكم كهيئة البساط، تستقرّون عليها وتنصرفون فيها، جعلها الله لكم كذلك؛

{لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً} (٢٠)؛طرقا بيّنة واسعة، قال ابن عبّاس: (أراد بالفجاج الطّرق المختلفة) (٣) والفجّ: الطريق بين الجبلين.

قوله تعالى: {قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي؛} أي لم يجيبوا دعوتي، {وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاّ خَساراً} (٢١)؛أي واتّبعوا السفهاء والفقراء والرؤساء والكبراء الذين لم تزدهم كثرة الأموال والأولاد إلاّ ضلالا في الدين وعقوبة في الآخرة. والمعنى: أنّ نوحا عليه السّلام قال: يا رب إنّهم عصوني فيما أمرتهم به ودعوتهم إليه، واتّبعوا رؤساءهم وكبراءهم، بسبب الكثرة والثروة، وكانوا يصرفون سفلتهم عن دين الإسلام. والولد والولد مثل القرب والقرب والعجم والعجم (٤).


(١) أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (٢٧١٤٨).
(٢) ذكره ابن عطية في التفسير: ج ٣ ص ١٩٠٣.
(٣) أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (٢٧١٥١).
(٤) في الجامع لأحكام القرآن: ج ١٨ ص ٣٠٦؛ قال القرطبي: (وقرأ أهل المدينة والشام وعاصم:-

<<  <  ج: ص:  >  >>