للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [إنّ أدنى أهل الجنّة منزلة أن ينظر في ملكه ألف سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، وينظر في سرره وأزواجه وخدمه، وإنّ أفضلهم منزلة من ينظر إلى الله يوم القيامة كلّ يوم نظرتين] (١).

قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ} (٢٤)؛أي كالحة عابسة كاشرة مسودّة،

وهي وجوه الكفّار، {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ} (٢٥)؛أي تستيقن أن يفعل بها داهية من العذاب، والفاقرة: الداهية العظيمة والأمر الشديد الذي يكسر فقار الظّهر، قال ابن زيد: «هي دخول النّار» (٢).

قوله تعالى: {كَلاّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ راقٍ} (٢٧)؛هذا ذكر حال من يحضره الموت ليرتدع الناس عمّا يؤدّيهم إلى العذاب، والمعنى: إذا بلغت الرّوح التّرقوة، ويقول من يحضر الميّت من أهله: هل من راق يرقّيه وطبيب يداويه، يطلبون الأطباء؛ ليكشفوا عنه إما بالرّقى، أو بالعلاج. وقال بعضهم: هذا من قول الملائكة؛ لأنّ النّفس عند ما تقبض يحضرها سبعة أملاك من ملائكة الرّحمة، وسبعة أملاك من ملائكة العذاب أعوان لملك الموت، ينظر بعضهم إلى بعض أيّهم يرقى بروحه.

والتّراقي: جمع ترقوة؛ وهي عظم وصل بين تغرة النّحر والعاتق، وهما ترقوتان عن يمين تغرة النّحر وعن شمالها كالحوضين.

قوله تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ} (٢٨)؛أي تيقّن عند ذلك المريض الذي بلغت روحه تراقيه أنه الفراق من الدّنيا، ومفارقة المال والأهل والولد.

قوله تعالى:

{وَالْتَفَّتِ السّاقُ بِالسّاقِ} (٢٩)؛أي اجتمعت عليه الشدائد والتقى عليه أمر


(١) أدرج الناسخ هنا عبارة (رواه الحاكم في صحيحه) والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك: كتاب التفسير: الحديث (٣٩٣٥)،وقال: (هذا حديث مفسر في الرد على المبتدعة، وإن لم يخرجاه وثوير بن أبي فاختة فلم ينقم عليه غير التشيع).وضعفه الذهبي. وترجم له ابن حجر في تهذيب التهذيب: الرقم (٩٠٣)
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (٢٧٦٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>