قوله تعالى:{الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ}(٢)؛قرأ ابن كثير وأبو عامر ونافع وعاصم «(جمع)» بتخفيف الميم، وقرأ غيرهم بالتشديد، ومعنى الآية: الذي جمع مالا كثيرا من الحرام وعدّده لنوائب دهره. وقيل: عدّه وأحصاه وأحرزه، وقرأ الحسن «(وعدده)» بالتخفيف؛ أي جمعه وعدده؛ أي وخدمه واتباعه، تقول العرب: جمعت الشيء إذا كان متفرّقا، وجمّعت الشيء بالتشديد اذا أكثرت الجمع منه.
قوله تعالى:{يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ}(٣)؛معناه: يحسب هذا الكافر الطاعن اللعّان أنّ كثرة ماله تخلده وتبقيه؟ أي يعمل عمل من يظنّ أن ماله يبقيه؟
قوله تعالى:{كَلاّ؛} أي حاشا أن يخلد أحد في الدنيا. ويجوز أن يكون معناه: حقّا؛ {لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}(٤)؛أي ليطرحنّ فيها، وقرأ الحسن «(لينبذان)» أي ليطرحانّ هو وماله. والحطمة: اسم دركة من دركات النار، سميت بذلك؛ لأنّها كثيرة الحطم للكفار، وأصل الحطم الكسر، يقال: رجل حطمة إذا كان كثير الأكل.
وقوله تعالى:{نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ}(٦)؛أي لا تخمد أبدا،
وقوله تعالى:{الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ}(٧)؛أي تشرف على القلوب، تأكل كلّ شيء من الجلود واللّحوم والعظام والعروق حتى يبلغ إحراقها إلى القلوب.
(١) ذكره ابن عادل الحنبلي في اللباب في علوم الكتاب: ج ٢٠ ص ٤٨٩.