للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِذَنْ وجه الأحقية لله عَزَّ وجَلَّ من وجوه ثلاثة: أولًا: لِوُجوده فإن وجوده حق فهو أحق الأَشْيَاء وجودًا ولهذَا جميع الفطر السَّليمة تشهد به وكَذلِك العقول الصريحة، يعني الخالصة من الشُّبُهَات والشَّهَوَات تشهد به، ثانيًا: وكَذلِك أيضا ما يصدر عنه فهو حق، ما يصدر عنه من خبر أوحكم فما أخبر به فهو حق وما حكم به فهو حق سواء كَانَت الأَحْكام هَذه تَشْريعية وهو ما يشرعه للعباد، أو جزائية وهو ما يجازي به العباد.

هل نقول: أو قدريًّا لأَن الأَحْكام القدرَّية أيضًا تعتبر حكمًا مثلما قُلْنا: إن الحُكْم قسمان: كوني وقدري؟

الجواب: في الحقيقَة أنَّه لا بُدَّ أن يضاف أن ما يصدر عنه من أحكام جزائية أو كونية أو تَشْريعية فهي حق.

وأيضًا ما يستحقه من الْأُمُور فهو حق يعني من كمال الصِّفات والعِبادَة، يعني كون الله يختص بأشياء لا يشاركه فيها غيره هَذَا أيضا حق، ولهذَا يَقُول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢)} [الحج: ٦٢].

والثَّالث: أفعاله كلها حقّ.

قَوْلهُ: {الْمُبِينُ} من (أبانَ) يعني من الفِعْل الرُّباعي، وهل (أبان) بمَعْنى أظهر أو بمَعْنى ظهر؟ (أبان) الفِعْل الرُّباعي يصح أن يستعمل متعديًا ولازمًا فيستعمل لازمًا بمَعْنى (بان) ومتعديًا بمَعْنى (بان) أي ظهر هُنا.

{الْمُبِينُ} هل المَعْنى البَيِّن الأحقية أو المَعْنى الَّذِي أبان لخلقه أنَّه حق أو كلاهما؟

<<  <   >  >>