وقوْلُه تَعالَى:{ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ} الخِطاب هنا للمُؤْمِنين، ويتركَّب مِن (ذا) اسْم إِشارَة، و (كُم) للمُخاطَب الجَمْع، فاسْم الإِشارَة يكون حسَب المشَار إلَيْه، وضَمير الخِطاب يكُون حَسب المُخاطَب، فإذا كان المشَار إلَيْه مُفردًا والمُخاطَب جماعةً مُذكَّرة تقول:"ذَلِكم"، وإنْ كان المشَار إلَيْه مؤنَّثًا والمُخاطَب جمعَ مذكَّرٍ فتقول:"تلْكُم".
وفي لُغةٍ ثانيَةٍ: يجوز فِي كاف الخِطاب أن تبْقَى مفرَدَةً، مفتوحَة للمذكَّر، مكسورَةً للمؤنَّث، سواء كُنت تخاطِب مفردًا أو مُثنًّى أو جماعَةً فتقُول:"ذَلِكَ" عنْد خِطاب مذَكَّر مفرَد أو أكْثر، وتقول:"ذَلِكِ" عند خِطاب مؤنَّثٍ مفرَدٍ أو أكثر.
وفي لغةٍ ثالثة: يجوزُ فتح الكافِ دائما، سواء كنت تخاطِب مذكَّرًا أو مؤنَّثًا، مفردًا أو جمعًا، وهَذِه أقلّ اللغات الثلاثَةِ.
وما الخيريَّة الَّتي تترتَّب على الاسْتِئْذان والتَّسليم إذا أرَدْنا دُخول بُيوتٍ غيْر بُيوتِنا؟
فالجوابُ: الخيريَّة في هَذا فيما يلي:
١ - أنَّك لا تكْشِف محارِم البَيْت، فإنَّ كلَّ أهل بيْتٍ لا يحبُّون أنْ يدْخُل علَيْهم أحدٌ وهُم في حالٍ لا يحبُّون أن يَنْظر إلَيْهم أحدٌ فيها.
٢ - ألا يقع صاحِب البَيْت في إحراجٍ لو دَخل علَيْه أحدٌ دون اسْتِئْذان ولا على رغبَةٍ منه.
٣ - لأنَّ هَذا أقرب لتهيُّؤِ صاحب البَيْت واستعدادِه، حتَّى لا يظُنَّ الدَّاخل أنَّه قد أهانَه.